GuidePedia

0
       يعني ذلك أن تلك الدول ــ التي تملك حق الفيتو ــ فوق المساءلة والمحاسبة .. وفوق أن تدان في شيء .. وما سواها من دول الأرض تُحاسب وتُسأل، وتُدان!
       يعني أن تلك الدول لا يمكن أن يطالها القانون ــ مهما ظهر منها من إجرام وإرهاب أو تجاوزات ــ فيلزمها بما لا ترغب ولا تريد .. أو يوقف إجرامها .. بخلاف الدول الأخرى ــ التي لا تملك ذلك الحق المفترى ــ  فإن القانون يطالها، ويلزمها، ويحيل بينها وبين ما تريد .. وإن كان الذي تريده حقاً وعدلاً!
       يعني كذلك أن من حق تلك الدول أن تمنع أي عقوبة تنزل في أي دولة أخرى تدخل في حلفها وظلها وتحت غطائها، مهما كانت هذه الدولة من ذوي الإجرام، والسوابق، والتعدي على حقوق الآخرين، كما هو حاصل مع الفيتو الأمريكي الذي يحمي إجرام وعدوان  الصهاينة اليهودي في فلسطين من أي إدانة توجه إليهم .. والفيتو الروسي الذي يحمي إرهاب وجرائم ومجازر النظام السوري من أي نوع من أنواع الإدانة .. مما يعني شرعنة الجريمة، واستمرارها على مرأى ومسمع من الجميع، من غير توقف، ويعني تجرئة الطغاة الظالمين على ارتكاب مزيد من الجرائم والتجاوزات بحق الشعوب!
       هذا مما يجعل دول العبيد ــ التي لا تملك ذلك الحق ــ في سباق محموم ومستمر، للبحث عن دولة من دول الأسياد التي ترضى أن تكون لها ولأعمالها غطاءً في المحافل الدولية .. وبخاصة عند حصول الخصومات التي لا بد منها لكل دولة .. وهذا لا يتحقق لها إلا بعد عملية ابتزاز كبيرة تكلفها العِرض .. والمال .. والسيادة على الأرض!
       يعني أن هذا الحق المفترى ــ وبكل وضوح ــ يقسّم العالم إلى قسمين: أسياد فوق المساءلة والمحاسبة .. وعبيد يُسألون ويُحاسَبون!
       أسياد لا يطالهم القانون .. وهم فوق المساءلة والمحاسبة .. وفوق القوانين والشرائع ..  مهما تمادوا في الطغيان والعدوان
       وعبيد ــ وهم أكثر أهل الأرض! ــ تسلخ ظهورهم السياط لأدنى مخالفة لقوانين ورغبات .. وأهواء .. ومصالح أولئك الأسياد!
       وجه قديم جديد من أوجه الاستعمار .. واستعباد العبيد للعبيد!
       ومع ذلك كثير من أبناء جلدتنا المهزومين .. يتعاملون مع هذا الحق الجائر ــ الذي يكرس سياسة وطغيان طغاة دول الفيتو ــ على أنه من المسلمات التي لا تقبل الجدال .. أو النقاش أو الاعتراض .. وكأنه قانون منزل من السماء .. بل تراهم يجلونه ويقدسونه ويرهبونه أكثر من القوانين والشرائع التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله!
       هذا كله يحصل في زماننا المعاصر الذي يزعمون فيه المساواة فيما بين بني البشر، ومحاربة العبودية، والعنصرية، والتفرقة فيما بين الشعوب ..؟!
9/10/2016



إرسال تعليق

 
Top